اللوز من تشهارمحال وبختياري؛ الكنز الأخضر لإيران على القمة العالمية

وكالة مهر للأنباء – مجموعة المحافظات؛ لقد اكتسب اللوز في هذه المنطقة شهرة تتجاوز الحدود بسبب نكهته الفريدة، ونسبة زيته العالية، وقابليته للتصدير. يتم تصدير جزء كبير من هذا المنتج سنويًا إلى الدول الأوروبية والآسيوية، مما يحقق عائدات كبيرة للبلاد.

كما يلعب هذا المنتج دورًا رئيسيًا في اقتصاد أسر المناطق الريفية.

يُنتج لوز مدينة سامان بأصناف مامائي، ربيع، أبيض وأنواع اللوز الحجري، ويُعتبر قلب لوز مامائي سامان من أغلى الأصناف في إيران، وهناك إقبال كبير من المشترين المحليين والأجانب على لوز سامان.

للأسف، يُباع اللوز المنتج في هذه المدينة بشكل سائب، ولا يحمل علامة تجارية مُحددة.

بحسب ما أعلن مسؤولو الجهاد الزراعي في هذه المحافظة، فإن من أصل ۱۴٬۸۰۰ هكتار من المساحات المزروعة باللوز، فإن ۱۰٬۰۰۰ هكتار منها تابعة لسامان، وبالرغم من ذلك، فإن محافظة جهارمحال وبختياري احتلت المرتبة الأولى في إنتاج اللوز في البلاد منذ عقد من الزمان.

بستان اللوز هو هويتنا

علي مرادي، أحد مزارعي سامان، قال في حديثه مع مراسل مهر: نحن هنا نشأنا جيلًا بعد جيل مع اللوز. بستان اللوز ليس فقط مصدر دخل لنا، بل هو هويتنا. منذ الطفولة ونحن نألف أشجار اللوز، وما زلنا نحرسها بكل ما نملك.

وأضاف حول نوع اللوز الذي يزرعونه: لوز شاهرودي وربيع هما من أكثر الأصناف شعبية لدينا. أدى المناخ الخاص للمنطقة إلى جعل لُب اللوز أكثر حلاوة وكِبراً، وهو أمر يدركه المشتري الأجنبي بوضوح.

وقال مرادي: إذا تم تعزيز الدعم الفني ودعم التصدير، يمكن أن يتحول لوزنا إلى علامة تجارية عالمية ويحدث تحولًا في الاقتصاد المحلي.

جهارمحال وبختياري تمتلك ما يقارب ۲۵ ألف هكتار من بساتين اللوز

قال علي سهرابي، خبير البستنة، في حديثه مع مراسل مهر: تمتلك جهارمحال وبختياري ما يقارب ۲۵ ألف هكتار من بساتين اللوز، وتنتج آلاف الأطنان من المحصول سنويًا. تركيزنا ينصب على تعليم طرق الري الحديثة والتغذية العضوية للحفاظ على جودة المنتج.

كما أشار إلى ضرورة تطوير الصناعات التحويلية، وقال: إذا تمكّنا من توسيع الصناعات التحويلية مثل استخراج الزيت أو التعبئة المتقدمة في المنطقة، فإن القيمة المضافة ستصل إلى المزارع، ويقل البيع الخام.

سهرابي يعتقد أن مستقبل اللوز في هذه المحافظة مشرق: من خلال التخطيط الدقيق، يمكن تقديم هذا المنتج كعلامة تجارية للتصدير، خاصة في الأسواق المستهدفة مثل الهند، تركيا ودول الخليج.

نحن بحاجة إلى آليات أبسط لتسهيل التصدير

قال محمد فتحي، أحد مصدّري اللوز في محافظة جهارمحال وبختياري، في حديثه مع مراسل مهر: في السنوات الأخيرة، شهدنا زيادة في الطلب على اللوز الإيراني، وخاصة من نوع جهارمحال وبختياري. نكهته الخاصة وطبيعته العضوية هي نقاط قوتنا في السوق العالمية.

وأشار إلى أحد التحديات: المشاكل الجمركية وتقلبات سعر الصرف تسببت في صعوبات بعملية التصدير. نحن بحاجة إلى آليات أكثر سلاسة للتصدير.

وفي ختام حديثه، أضاف فتحي: يمكن أن تؤدي إمكانيات التعبئة الأنيقة والمتوافقة مع المعايير الدولية إلى زيادة حصتنا في السوق العالمية بشكل كبير. هذه فرصة ذهبية للمزارعين والمستثمرين.

بحسب مراسل مهر، فإن لوز جهارمحال وبختياري ليس مجرد منتج زراعي، بل يعد جزءًا من الثروة الثقافية والاقتصادية للمنطقة. ما يميز هذا المنتج هو مزيج من طبيعة المنطقة الخاصة ومعرفة المنتجين المحليين التقليدية. ومن خلال الدعم الهادف، يمكن تحويل هذا المنتج إلى رمز للزراعة المستدامة والموجهة نحو التصدير في إيران. إن وجود المستثمرين والفاعلين في القطاع الخاص إلى جانب الجهات الحكومية يُمهد الطريق للتنمية. إذا تم توجيه مستقبل هذا المنتج بشكل صحيح، يمكن أن يكون ركيزة لازدهار الاقتصاد الريفي والحفاظ على الموارد الطبيعية.