ميناء الشهيد رجائي؛ الطريق التجاري الرئيسي مع أدنى دور في استيراد السلع الأساسية

ميناء الشهيد رجائي؛ الطريق التجاري الرئيسي مع أدنى دور في استيراد السلع الأساسية
Reading Time: 5 minutes

وفقًا لتقرير مهر، فإن ميناء “شهيد رجائي” الواقع في بندر عباس، يعد أكبر وأحدث ميناء تجاري في إيران، وله دور حيوي في استيراد وتصدير السلع في البلاد. نظرًا لموقعه الاستراتيجي بالقرب من مضيق هرمز واتصاله بشبكات النقل بالسكك الحديدية والطرق، فإن أي اضطراب في أدائه يمكن أن يكون له آثار كبيرة على سلسلة التوريد الوطنية.

الاتصال المباشر بشبكات السكك الحديدية والطرق، القرب من مضيق هرمز، والقدرة العالية على العبور، تجعل من ميناء شهيد رجائي شريانا حيويا للتجارة الإقليمية والدولية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذا الميناء، بمجرد أن يمتلك أرصفة متخصصة ومعدات متقدمة، يعد من أهم النقاط الاستراتيجية في السياسات الاقتصادية والتنموية الوطنية.

كما تم ذكره، يلعب ميناء شهيد رجائي، بوصفه أكبر وأحدث ميناء تجاري في إيران، دورًا مهمًا في ترانزيت السلع في البلاد. مع أكثر من 53% من عمليات تفريغ وتحميل السلع في الموانئ الوطنية، يؤدي هذا الميناء دورًا رئيسيًا في التجارة الخارجية لإيران. ومع ذلك، تظهر الإحصائيات الرسمية أن حصة ميناء شهيد رجائي في واردات السلع الأساسية منخفضة للغاية.

إن التناقض بين المكانة الاستراتيجية لهذا الميناء وحصته المنخفضة في توفير السلع الأساسية كان موضوعاً ساخنا في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية بعد ساعات من وقوع حادث الانفجار في موقع تكديس الحاويات بالميناء.

يوم السبت، 6 ارديبهشت 1404، شهد هذا الميناء المهم وقوع انفجار هائل أسفر عن وفاة وإصابة مئات الأشخاص. حدث هذا الحادث عند الظهيرة في منطقة الحاويات بميناء شهيد رجائي، ولم ترد تقارير ميدانية تفيد بوجود حاويات تحتوي على السلع الأساسية، إذ أن معظم السلع الأساسية تدخل البلاد بشكل سائب، فيما تخصص ميناء سينا بشكل رئيسي للسلع المحملة في الحاويات.

في ضوء الدور الحاسم لميناء شهيد رجائي في سلسلة توريد السلع، فقد نشأت مخاوف بشأن العواقب الاقتصادية الناجمة عن الحادث. من بين العواقب المحتملة لهذا الحادث تعطيل العملية التصديرية والاستيرادية، وزيادة التكاليف اللوجستية، وتباطؤ سلسلة التوريد للصناعات المحلية، وتراجع في القدرة على العبور الوطني.

حصة واردات السلع الأساسية من ميناء شهيد رجائي تبلغ 8%

نقطة بارزة يجب الإشارة إليها هي أنه وفقًا لتقرير الجمارك لجمهورية إيران الإسلامية، فإن حصة ميناء شهيد رجائي من إجمالي واردات السلع الأساسية هي فقط 8%. لأن أكثر من 58% من واردات السلع الأساسية تدخل البلاد عبر ميناء الإمام الخميني.

وفقًا لهذا التقرير، في العام الماضي، تم إدخال أكثر من 25 مليون و354 ألف طن من مختلف السلع الأساسية إلى البلاد، منها فقط 2 مليون طن في الجمارك بميناء شهيد رجائي.

ميناء الإمام الخميني، هو الميناء الرئيسي لواردات السلع الأساسية

في سياق دراسة عملية السلع الأساسية الوطنية على خلفية حادث انفجار بندر عباس، صرح الخبير البحري عباس حاجي إبراهيم للصحفي مهر بأن السلع الأساسية التي تدخل كسلع استهلاكية للشعب تأتي في معظمها بشكل سائب في الموانئ، ويعتبر ميناء الإمام الخميني الميناء الرئيسي لواردات السلع السائبة. بينما يشكل ميناء شهيد رجائي وميناء شهيد باهنر حوالي الثلث من الحصة في واردات السلع الأساسية.

قال، مشيرًا إلى أن حصة ميناء شهيد رجائي من واردات السلع الأساسية تتراوح بين 10 إلى 15%، إن معظم السلع الأساسية تدخل عبر ميناء الإمام الخميني. بعض السلع الأساسية تدخل كمادة أولية أو كسلع نصف تامة، ويجرى استيرادها عبر الحاويات إلى الموانئ، حيث تتطلب معالجة، وربما يتم استيرادها عبر ميناء شهيد رجائي.

توقف ميناء شهيد رجائي؛ ناقوس خطر لارتفاع أسعار السلع النهائية

صرح حاجي إبراهيم: لا يمكن القول إن جميع السلع الأساسية تدخل البلاد بشكل سائب. بعض من هذه السلع، مثل المعلبات أو المواد الأولية للتغليف، تدخل عبر الحاويات التي تحتاج إلى بعض العمليات. لا ينبغي أن نفترض أن هناك مشكلة إذا تأثرت الحاويات، لأنه أثناء قدومها كسلعة تجارية تُظهر تأثيراتها في السوق في الأشهر المقبلة.

الحاجة إلى تشكيل لجنة أزمة لوجستية؛ خطوة إلى الأمام في الوقت القاتل ضد التجارة الإيرانية

أوضح الخبير البحري: موردو الجمارك والميناء بحاجة إلى الإجراءات الطارئة خلال 10 إلى 30 يومًا المقبلة لاستئناف أنشطتهم. يجب تشكيل لجنة أزمة لوجستية في الموانئ والجمارك تكون مسؤولة ولديها صلاحيات خاصة لإدارة الأزمات، وبالتالي، عبر التوجه بدون تعقيدات بيروقراطية ضرورية. وإلا فإن توقف أنشطة الموانئ والجمارك والامتناع عن دخول السفن يمكن أن يتسبب في خسائر تبلغ مليارات الدولارات.

تغيير مسار السفن الإيرانية إلى الموانئ الأجنبية؛ سيؤدي إلى خسائر

أضاف: قد تضطر السفن إلى تغيير مسارها ونقل البضائع إلى موانئ أخرى مثل “جبل علي”، مما يؤدي إلى تكاليف إضافية للمالك، بما في ذلك تكاليف التخزين والنقل. بالإضافة إلى الخسائر المالية للمعدات المينائية والمحطات الحاوية، فإن هذا الحادث قد يتسبب في إصابات خطيرة للعمال والمتخصصين، والتي يصعب تقديرها.

وقال هذا المسؤول: التصورات بأننا قادرون على استخدام الموانئ لتخزين ونقل أي سلعة غير صحيحة. السلع الخطرة عادة ما يجب أن تخزن في مواقع خاصة، ولكن شدة الانفجار واحتراق بعض من هذه السلع قد يسبب تأثيرًا واسعًا على السلع الأخرى.

أكد قائلاً: يجب أن يتم الاهتمام بأن أي إهمال في تخزين هذه السلع قد يسبب حوادث خطيرة. توضح هذه الأزمة بوضوح ضرورة إدارة العمليات اللوجستية والإمدادات الوقودية للموانئ للمنتجات المختلفة التي قد تحمل مخاطر مثل الانفجار، الحريق والتدمير، وخاصة إذا ما كانت الموارد محتملة المطالب الخطيرة مثل المواد الكيميائية أو المخلفات الصناعية محفوظة في مواقع قريبة من السلع الأخرى.

صرح قائلاً: تحويل مسار السفن، تغيير مسار النقل، نقل السلع أو استخدام موانئ الدول في المنطقة ستزيد من تكاليف المنتجات والبضائع النهائية، وسنشهد في الأشهر القليلة المقبلة انخفاضًا شديدًا في الاقتصاد. وحتى خلال الأيام القليلة الماضية، من أمس إلى اليوم، شهدنا ارتفاعًا في أسعار العملة والذهب التي من المؤكد أن يكون لها تأثيرات هائلة على الاقتصاد الوطني في الأشهر المقبلة.

أوضح حاجي إبراهيم: خصوصًا فيما يتعلق بواردات السلع الأساسية إذا كانت للبضائع السائبة، فإن 10 إلى 15% منها ستعاني من مشاكل نظرًا لأنها غالبًا ما تدخل عبر ميناء الإمام الخميني، ويخصص جزء ضئيل فقط لميناء تشابهار وباقي الموانئ مثل بوشهر. يعد ميناء الإمام الخميني أكبر ميناء في البلاد لاستيراد مختلف الحبوب، الأسمدة والفوسفات والسلع السائبة الأخرى بحجم حمولة تتراوح بين 21 ألف إلى 50 ألف طن.

لقد أوضح: حصة كبيرة من ميناء شهيد رجائي في نقل الحاويات والسلع التجارية، وتوقفه عن العمل في المدى المتوسط ​​والطويل سيؤثر على جميع السلع. نأمل أن تكون السلامة والتخطيط للوجستيات المينائية وإدارة الأزمات بطريقة تقلل من الأضرار في المستقبل. رغم أن وقوع مثل هذه الحوادث ليس مستحيلاً، ولكن بتطبيق المعايير يمكن تقليل الأضرار.

أكد هذا الخبير البحري قائلاً: نظرًا لأن حادث الانفجار وقع قبل يومين، لم يتم إعلان دقيق عن حجم الأضرار التي لحقت بالمعدات، المستودعات والآليات، لكن الصور المتاحة تظهر أن جزءًا كبيرًا من المباني الإدارية تعرضت للتلف. من الناحية البنائية أيضًا، فإن المحطات الحاوية المحددة خاصة للعديد من المحطات قد أصيبت بتدمير أو تحتاج إلى إصلاحات أساسية.

قال: حتى لو لم يتم الإعلان حتى الآن عن الأرقام الدقيقة للخسائر، فإن حسب الملاحظات الأولية، تعرضت مئات إلى آلاف المركبات الثقيلة مثل الشاحنات والرافعات للخسارة وقد يستغرق إعادتها إلى الدورة الاقتصادية شهورًا. حتى بعض المعدات ذات التكلفة العالية تقدر بملايين الدولارات من المحتمل أن يتم إخراجها من الخدمة لمدة عام أو عامين.

قال حاجي إبراهيم: أن ميناء شهيد رجائي، بالمقارنة مع الموانئ الأخرى، يعمل بدقة أكبر ومع تخطيط أفضل، ولكن قد يكون هناك ضعف في بعض الأقسام التي تؤثر على الأقسام الأخرى.

تأثير سلبي بنسبة 30% على الأنشطة الاقتصادية في القطاع المينائي والجماركي

أكد قائلاً: نظام العمل في الموانئ ليس بالضرورة إغلاقها تمامًا، حيث يتم تنفيذ أنشطة متنوعة في الموانئ. ومع ذلك، فإن القطاعات الاقتصادية الهامة التي لها تأثير مباشر على الاقتصاد الوطني، سيكون لها تأثير واضح. ووفقا للمعلومات المحدودة التي تم الحصول عليها خلال اليومين الماضيين، يُتوقع حدوث آثار اقتصادية سلبية على حركة السلع، ونقل الشاحنات، القاطرات، السفن، والعمليات التصديرية والتوريد خلال الأيام الـ 10 إلى 30 القادمة.

وفي النهاية، قال هذا الخبير في النقل البحري: يعتمد مدى الخسائر الدقيقة على المعلومات التكميلية والإحصاءات الرسمية التي يُنتظر أن تصدرها المؤسسات المسؤولة في أقرب وقت.

ميناء الإمام الخميني في الصدارة في واردات السلع الأساسية

وفقًا لتقرير مهر، ووفقًا للتقارير الرسمية الصادرة عن منظمة الموانئ والملاحة، في عام 1402، بلغ إجمالي حجم البضائع التي تم ترانزيتها عبر الموانئ الإيرانية حوالي 158 مليون طن، منها 24 مليون طن مخصصة للسلع الأساسية. ووفقًا لهذا التقرير، فإن 988 ألف طن فقط من تلك السلع الأساسية مرت عبر ميناء الشهيد رجائي، وهو ما يعادل 4% فقط من إجمالي واردات السلع الأساسية.

ووفقًا لهذا التقرير، تأتي معظم السلع الأساسية عبر موانئ أخرى مثل ميناء الإمام الخميني بنسبة 57% وميناء أميرآباد بنسبة 13% من إجمالي الواردات إلى البلاد. بالنظر إلى الإحصاءات المقدمة، فإن الادعاء بأن “نسبة حصة ميناء الشهيد رجائي في واردات السلع الأساسية قليلة” هو صحيح، لأن هذا الميناء يمتلك نسبة تفوق 50% في ترانزيت السلع عبر البلاد، لكن حصته في واردات السلع الأساسية أقل من 5%.

من الجدير بالذكر أن المواضيع المذكورة تشير إلى أن ميناء الشهيد رجائي، رغم أنه شريان حياة التجارة البحرية لإيران، لكنه لا يتمتع بدور رئيسي في توفير السلع الأساسية للبلاد.

تمثل حصة واردات السلع الأساسية في موانئ الدولة (1402) كالتالي؛

اسم الميناء السعة (مليون طن) النسبة (٪)
الإمام الخميني 13.8 57
أمير آباد 3.1 13
لنجة 1.5 6
أنزلي 1.2 5
نوشهر 1.0 4
شهيد رجائي 0.98 4
موانئ أخرى 2.4 10

رمز الخبر: 6448110

المصدر: وكالة Mehr News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 3 =

This site uses cookies to offer you a better browsing experience. By browsing this website, you agree to our use of cookies.